هل تسائلت يومًا ماهو الكافيين؟

الكافيين هو “مركب عضوي” يتواجد بشكل طبيعي في بعض النباتات، مثل بذور القهوة وأوراق الشاي والكاكاو وغيرها.
ويعتبر الكافيين المنبه الأكثر استخدامًا في العالم
ويعتبر الكافيين مادة محفزة للجهاز العصبي المركزي، وهو يؤثر على تحفيز الدماغ وتحسين اليقظة والانتباه، ويرفع من مستوى النشاط والتفكير العقلاني، إذا تم شربه بكميات معتدلة وهي ٦ أكواب يومًا فأقل لكل فرد حسب صحتة العامة.

كيف كان العالم قبل اكتشاف الكافيين؟

في أوروبا خلال القرون الوسطى وحتى القرن التاسع عشر، كانت المياه شديدة التلوث في العديد من المدن والقرى، وكان الاعتماد على المياه السطحية والمصبوبة من النهر، للحصول على مياه صالحة للشرب، ولكن كانت هذه المياه محدودة جداً وقد لاتكون متوفرة في كثير من المناطق ولكل الفئات.
تسبب هذا التلوث في انتشار الأمراض بين السكان، وخاصةً الأمراض المنقولة عن طريق المياه، مثل الكوليرا والتيفوئيد والديدان المعوية وغيرها.
وتسببت هذه الأمراض بوفيات كبيرة في المدن والقرى، وخاصةً في الفصول الدافئة عندما تتكاثر البكتيريا والفيروسات بشكل أسرع، ولخوف الناس على أنفسهم أصبحوا يشربون الخمر كوسيلة للحصول على السوائل حتى بالنسبة للأطفال، وذلك لكون المياه المخمرة أكثر أماناً من المياه الملوثة.
فعملية التخمير للماء هي عملية حيوية تتم عن طريق تحويل السكريات إلى كحول وثاني أكسيد الكربون وطاقة، وتتم هذه العملية بفضل الخمائر، وهي نوع من الكائنات الحية الدقيقة التي تستخدم السكريات للتنفس وتنتج الكحول وثاني أكسيد الكربون، ومن المعروف أن الكحول تمتلك خصائص مضادة للبكتيريا والفطريات، والتي تساعد على تدمير الكائنات الحية الدقيقة التي تتعرض لها، وهذا يعني أن عملية التخمير يمكن أن تؤدي إلى قتل بعض البكتيريا وليس كلها.

متى وصلت القهوة إلى أوروبا؟

يعود تاريخ وصول القهوة إلى أوروبا إلى القرن السادس عشر، حيث تم نقلها من الشرق الأوسط وشمال إفريقيا إلى أوروبا عبر البحر المتوسط، وتعتبر القهوة في ذلك الوقت نادرة وغالية الثمن، ولاتباع إلا في المحال التجارية الفاخرة وتشتهر بفوائدها الصحية وتأثيرها المنشط.
ومع مرور الوقت ازداد انتشار القهوة في أوروبا وأصبحت مشروبًا شعبيًا في القرن السابع عشر، حيث افتتح أول مقهى في فينيسيا عام 1645، وانتشرت بعد ذلك المقاهي في مدن أوروبية أخرى مثل لندن وباريس وأمستردام.
وتم تداول القهوة في أوروبا بشكل كبير على مر العصور، وأصبحت تزرع في بعض المناطق الاستوائية في أفريقيا وأمريكا اللاتينية، وتم تطوير طرق جديدة لتحميص القهوة وإعدادها، مما أدى إلى تحسين نكهتها وجعلها أكثر شيوعًا في جميع أنحاء العالم.
واليوم، تعتبر القهوة واحدة من المشروبات الأكثر استهلاكًا وشعبية في العالم، وتمتد صناعة القهوة من زراعة البن إلى تحميصه وتحضيره وتقديمه في المقاهي والمتاجر والمنازل حول العالم وصولًا إلى محمصة كوبركب.

قصة اكتشاف القهوة في الشرق الأوسط عام 800 م

تعود قصة اكتشاف القهوة إلى القرن الثامن الميلادي في منطقة اليمن، وفي تلك الفترة كان هناك راعي أغنام عربي يدعى “خلدون”، وكان يلاحظ أن أغنامه تصبح أكثر نشاطًا عندما تأكل من شجرة معينة تنمو في المنطقة.
وفي يوم من الأيام قرر خلدون تجربة الشجرة التي تأكل منها أغنامه وأخذ بعض الحبوب ووضعها في فمه وبعد فترة قصيرة شعر خلدون بنشاط كبير وانتباه شديد، وأدرك أن هذه الحبوب لها تأثير منشط على الجسم.

كما ان للقهوة علاقة في عصر النهضة في الشرق الأوسط
ترتبط القهوة بعصر النهضة في الشرق بشكل وثيق، حيث كانت القهوة تعتبر في تلك الفترة علامة على الحضارة والثقافة والتنوير.

وتعتبر القهوة العربية من أقدم أنواع القهوة في العالم، وتمتد صناعة القهوة في تلك الفترة من اليمن وجنوب الجزيرة العربية إلى الشام ومصر وتركيا وشمال أفريقيا..

وبفضل الانتشار السريع للقهوة في مناطق الشرق الأوسط، أصبحت القهوة المشروب الأكثر شيوعًا في المنطقة، وتم تأسيس المقاهي والصالونات الكبيرة التي اجتذبت العديد من العلماء والفنانين والأدباء والسياسيين والمثقفين، وأصبحت مكانًا للاجتماع والمناقشة وتبادل الأفكار.

وبفضل هذا الانتشار السريع للقهوة والمقاهي، تم تعزيز الحوار الثقافي والفني والسياسي في المنطقة، والذي أسهم في ظهور عصر النهضة في الشرق، والذي شهد تطورًا كبيرًا في العلوم والفنون والأدب والفلسفة، ويعتبر هذا النهج الفكري والثقافي الذي تم تحفيزه بواسطة القهوة والمقاهي من أهم الأسباب التي ساهمت في تطور الحضارة الشرقية، والتي أثرت في العديد من المجالات في العالم.

63.00 ر.س

29.00 ر.س

مدونة كوبر كب ..

مدونة كوبر كب ..

جميع الحقوق محفوظة 2023

Scroll to Top